شاهد.. هذا المكان في عسير اجتذب السياح من جميع مناطق السعودية والخليج بسبب المعجزة التي تحدث فيه كل يوم

في أقصى الجنوب من منطقة عسير، وعلى بعد يقارب 200 كيلومتر من مدينة أبها، يقع مركز كحلاء، الذي يحتضن بين جباله وأوديته مزيج خلاب من التضاريس الجبلية والوديان العميقة والتكوينات الصخرية التي تنحتها عوامل الطبيعة عبر الزمن.

هذا المكان في عسير اجتذب السياح من جميع مناطق السعودية والخليج

هذا الموقع الذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرد نقطة على الخريطة، تحوّل في الآونة الأخيرة إلى مشهد حي نابض بالجمال، بعد أن لبسته الأمطار ثوب من البهاء الطبيعي.

أمطار الصيف

شهد مركز كحلاء خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة غمرت أرجاءه، لتطلق بذلك العنان لجماله الكامن.

تلك الأمطار تسببت في جريان الأودية والشعاب، وتحولت سفوح الجبال إلى شلالات موسمية تنحدر بانسيابية بديعة، مشكلة لوحات طبيعية تدهش الزائر وتبهر المتأمل.

تدفقت المياه عبر المجاري الصخرية، ونحتت لها طريق يمر بين المنحدرات، لتصنع شلالات عذبة تلامس الحصى وتنعكس عليها أشعة الشمس، فتمنح المشهد بعد بصري قل نظيره.

الطبيعة تحتفل وتدعو الزوار للمشاركة

ما أن بدأت تلك الظواهر المائية في الظهور، حتى بدأت الوفود بالتوافد. هواة التصوير والطبيعة وعشاق الرحلات البرية توافدوا من مناطق متعددة، مدفوعين بالشغف لاكتشاف أحد كنوز عسير الطبيعية المخفية.

تنوعت العدسات، وتعددت الزوايا، لكن الجميع اتفق على أمر واحد: كحلاء باتت وجهة لا بد من زيارتها.

جبال وتكوينات صخرية

ما يميز كحلاء، إلى جانب الأمطار والشلالات، هو طابعها الجبلي الفريد.

إذ تتكوّن جبالها من تكوينات صخرية نادرة، تعكس مراحل جيولوجية عميقة، وتمنح الزائر شعور بأنه أمام متحف مفتوح للطبيعة.

الصخور بألوانها وتعرجاتها تكمل المشهد المائي، وتحول المكان إلى بانوراما ثلاثية الأبعاد، تتغير مع حركة السحب وضوء الشمس.

بيئة متكاملة تجسد التنوع الحيوي لعسير

يجمع مركز كحلاء بين مجموعة من العناصر البيئية التي يصعب تكرارها في مكان واحد: مساحات خضراء، مرتفعات شاهقة، أودية سحيقة، وشبكة من المجاري المائية التي تتجدد مع كل موسم مطير.

هذا التنوع جعل منه بيئة خصبة لنمو النباتات البرية، وموطن للعديد من الكائنات، فضلا عن كونه محطة رئيسية لعشاق السياحة البيئية.

عسير وجهة صيفية لا تنافس

ما تشهده كحلاء ليس حالة استثنائية منعزلة، بل هو جزء من منظومة طبيعية متكاملة تشتهر بها منطقة عسير، التي تتحول صيف إلى مسرح للظواهر الخلابة والمناخ المعتدل والمناظر التي لا تنتهي.

هذه المشاهد المائية المتكررة تعزز من مكانة المنطقة كإحدى أهم الوجهات السياحية داخل المملكة، وتضيف إلى سجلها الفريد كمنطقة تجمع بين الأصالة الطبيعية والتنوع المناخي والموروث الثقافي العريق.

كحلاء قصة ماء وجبل وصوت المطر

في كحلاء، لا يكتفى بالمشاهدة، بل تعاش التجربة بكل تفاصيلها، هناك، تتلاقى قطرات المطر مع تراب الأرض في مشهد شاعري، وتنحدر المياه من أعالي الجبال كأنها تنشد لحن الطبيعة البكر.

إنها لحظة اندماج بين الأرض والسماء، وبين الجمال والدهشة، تجعل من كحلاء قصيدة طبيعية تستحق أن تروى مرارا.