الزعاق يحذر من أيام عقرب الدم ويحدد المناطق التي سيضربها ومتى تنتهي

تشهد المنطقة العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، موجة برد قطبية قوية تستعد لاجتياح البلاد مع اقتراب نهاية شهر فبراير، وتحديدًا مع دخول موسم "عقرب الدم"، وهو أحد مواسم الشتاء التي تتميز بتقلبات جوية حادة وانخفاض شديد في درجات الحرارة.

الزعاق يحذر من أيام عقرب الدم

ووفقًا لما أعلنه خبير الطقس والمناخ الدكتور خالد الزعاق، فإن هذه الموجة القادمة ستكون الأخيرة في هذا الموسم، لكنها ستكون الأشد قسوة، حيث ستتأثر بها مناطق واسعة من المملكة ودول الجوار، مثل الكويت، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان، واليمن، وستستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، مما يتطلب الاستعداد واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الطقس البارد.

متى تبدأ موجة البرد؟ وما مدى شدتها؟

بحسب ما أشار إليه الدكتور خالد الزعاق، فإن موجة البرد القطبية ستبدأ يوم الجمعة 21 فبراير 2025، وستستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع، على أن تبلغ ذروتها خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

هذه الموجة ليست عادية، بل ستكون شديدة البرودة نظرًا لأنها قادمة من القطب الشمالي مرورًا بعدة دول، وستؤثر بشكل تدريجي على مختلف المناطق.

ما هي المناطق الأكثر تأثرًا بالموجة القطبية؟

ستنتقل الموجة الباردة عبر مراحل مختلفة، حيث تبدأ أولًا في تركيا وبلاد الشام والعراق وشمال المملكة، ثم تتقدم تدريجيًا نحو الوسطى والشرقية والغربية خلال منتصف الأسبوع، قبل أن تشمل كافة مناطق السعودية ودول الخليج مع نهاية الأسبوع.

ومن المتوقع أن تكون المنطقة الشمالية الأكثر تأثرًا بانخفاض درجات الحرارة، يليها المناطق الوسطى والشرقية، فيما ستشعر المنطقة الغربية بتأثيرات أقل حدة نسبيًا.

مصادر البرد: كيف تتكون هذه الموجات الباردة؟

يشرح الدكتور الزعاق أن البرودة في المملكة تأتي من مصدرين رئيسيين، أحدهما محلي والآخر عالمي:

• المصدر المحلي: ويعرف بـ "برد النسمات"، وهو برد خفيف ومنعش يحدث عادة في موسم الوسم، ويطلق عليه البحارة "نسيم البحر"، بينما يسميه أهل البادية "نسيم البر".
• المصدر العالمي: وهو الأكثر قسوة، حيث يرتبط بالمنخفضات والمرتفعات الجوية التي تؤثر على الأجواء خلال فصل الشتاء، خاصة خلال أشهر نوفمبر، ديسمبر، يناير، وفبراير، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل حاد، وتكون البرودة أشد قسوة بسبب تأثير الكتل الهوائية القادمة من القطب الشمالي.

مراحل البرد في الشتاء: متى يبدأ وينتهي؟

وفقًا لما أشار إليه الدكتور الزعاق، فإن الشتاء في المملكة يمر بمراحل مختلفة من البرودة، تتراوح شدتها بين الخفيفة والقاسية، ومن أهم هذه المراحل:

• "برد الصفري": وهو بداية فصل البرد الفعلي، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي.
• "برد الأزيرق": ويُعد من أشد موجات البرد، حيث يكون لون السماء مائلًا إلى الزرقة، ويشعر الناس ببرودة قاسية قد تصل إلى درجات متجمدة.
• "برد بياع الخبل عباته": وهي المرحلة الأخيرة من فصل الشتاء، حيث تحدث تقلبات جوية مفاجئة، ويتوقع البعض انتهاء البرد مبكرًا، لكن سرعان ما تعود موجة برد قوية، ولهذا يُحذر الناس من الاستعجال في تخفيف الملابس الشتوية.

تحذيرات مهمة: كيف تحمي نفسك وأسرتك من البرد القارس؟

مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية، من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لضمان السلامة الشخصية، خاصة للأطفال وكبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الصحية بسبب البرودة الشديدة، ومن بين أهم النصائح:

• ارتداء الملابس الثقيلة والمناسبة: يجب ارتداء طبقات متعددة من الملابس للحفاظ على دفء الجسم، مع الحرص على ارتداء القفازات، الأوشحة، والقبعات لحماية الأطراف من البرد.
• تجنب الخروج في ساعات الليل والصباح الباكر: حيث تكون درجات الحرارة في أدنى مستوياتها، مما قد يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والأمراض التنفسية.
• متابعة نشرات الطقس والتقارير الجوية: من الضروري الاطلاع على آخر تحديثات الطقس لتحديد ما إذا كانت هناك تحذيرات من العواصف أو الأمطار المصاحبة للبرد.
• استخدام وسائل التدفئة بحذر: عند تشغيل المدافئ الكهربائية أو مواقد الغاز، يجب التأكد من وجود تهوية مناسبة في المكان لتجنب التسمم بأول أكسيد الكربون، وهو غاز سام لا رائحة له يمكن أن يكون قاتلًا في الأماكن المغلقة.
• الحذر عند قيادة السيارات: في المناطق التي قد تتعرض للصقيع أو الضباب الكثيف، يجب القيادة بحذر لتجنب الحوادث الناتجة عن انخفاض الرؤية.

كيف تؤثر موجة البرد على الحياة اليومية في السعودية؟

نظرًا لشدة البرودة المتوقعة، من المتوقع أن يكون هناك تأثير مباشر على عدة جوانب من الحياة اليومية، مثل:

• ارتفاع الطلب على وسائل التدفئة، سواء في المنازل أو الأماكن العامة، مما قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة.
• زيادة حالات الأمراض المرتبطة بالبرد، مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، والتهابات الجهاز التنفسي، مما يستدعي اتخاذ احتياطات طبية إضافية.
• إغلاق بعض المدارس أو تعديل أوقات الدوام في حال اشتدت البرودة بشكل كبير، وهو ما قد تعلنه وزارة التعليم لاحقًا بناءً على تقارير الأحوال الجوية.
• تأثير على قطاع الزراعة، حيث قد تؤدي درجات الحرارة المتدنية إلى تلف بعض المحاصيل الزراعية، خاصة تلك الحساسة للصقيع.

هل هذه الموجة الباردة ستكون الأخيرة لهذا الشتاء؟

بحسب ما أشار إليه الدكتور الزعاق، فإن هذه الموجة القطبية ستكون الأخيرة في موسم "عقرب الدم"، لكنها قد لا تكون آخر موجة برد في هذا الشتاء، حيث يمكن أن تشهد الأسابيع المقبلة تقلبات جوية جديدة مع دخول موسم الربيع، مما قد يؤدي إلى برودة مفاجئة خلال الليل والصباح الباكر، وهو ما يستدعي البقاء على استعداد حتى انتهاء الشتاء رسميًا.

استعد جيد وكن على دراية بالتغيرات المناخية القادمة

مع اقتراب موجة البرد القطبية الشديدة، يصبح الاستعداد المبكر أمرًا ضروريًا لتجنب أي مخاطر صحية أو تأثيرات سلبية على الحياة اليومية.

ومن خلال اتباع التوصيات والتحذيرات الصادرة عن خبراء الطقس والجهات المختصة، يمكن للجميع اجتياز هذه الموجة بسلام.

لذلك، تأكد من ارتداء الملابس المناسبة، تجنب الخروج في الأوقات الباردة، واتبع إرشادات السلامة للحفاظ على صحتك وصحة من حولك خلال هذه الفترة الباردة.